لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على عمالقة التكنولوجيا، فبغض النظر عن مجال شركتك سواء في العقارات، أو التعليم، أو السيارات ذاتية القيادة، أو العناية الصحية، فإنها بشكل أو بآخر ستحتاج للذكاء الاصطناعي في ظل التطور الحاصل والمتسارع بشكل كبير.

إن ما أتحدث عنه بشكل محدد هو دور الذكاء الاصطناعي في تطوير المنتجات والذي يعرف باسم إدارة منتجات الذكاء الاصطناعي، فكما نعلم، تستهلك عملية تطوير المنتج بغض النظر عن ماهيته وقتًا ومواردًا بشكل ضخم، وقد تمتد العملية لشهور في حالات معينة.

إذًا، ما الذي سيغيره الذكاء الاصطناعي في إدارة المنتجات؟ وما هو دور مدير المنتج في هذه الحالة؟ سأناقش ذلك في مقالي هذا.

اقرأ أيضًا: ريادة أعمال أكثر إثارة! ما دور الذكاء الاصطناعي في ذلك؟

بدايةً، ما هي إدارة منتجات الذكاء الاصطناعي؟

تركز بشكل عام إدارة منتجات الذكاء الاصطناعي على استخدام التعلم العميق والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في تطوير، وتحسين، وإنشاء المنتجات المختلفة. وبما أننا نعيش في عالم متسارع فإن الوقت أصبح مناسبًا لشركتك لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة منتجاتها.

أصبح أثر الذكاء الاصطناعي جليًا، ومن الأمثلة على ذلك استخدام شركة Seegene لتقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير منتجاتها والمتمثلة بأجهزة الكشف عن كوفيد-19، وتبعًا للإحصائيات، خفّض ذلك فترة تطوير المنتج من أشهر لبضعة أسابيع، مما أثر وبشكل إيجابي على تسارع طرح المنتج، وبالتالي زيادة معدلات الكشف عن كوفيد-19، الأمر الذي أدى إلى زيادة قدرة السيطرة على انتشار الفايروس.

اقرأ أيضًا: التكنولوجيا تواجه الأوبئة: هل استطاعت التكنولوجيا التفوق على جائحة كورونا؟

نستخلص مما سبق الأثر الضخم للذكاء الاصطناعي، ومنه نصل لحقيقة: لابد لأي شركة أن تبدأ بالتفكير جديًا بإدارة منتجات الذكاء الاصطناعي، وليس فقط بتطبيق بسيط لتعلم الآلة والتعلم العميق كما الحال في بعض الشركات حاليًا.

إدارة منتجات الذكاء الاصطناعي الناجحة تعني الحصول على الكم المناسب من البيانات ومن ثم استخدامها بالطريقة الأمثل لتصميم وتطوير منتج يحقق رغبات المستخدم ويضمن لك عودتهم لاستخدام منتجك.

نأتي للنقطة الأهم: كيف سيتحقق ذلك؟ ستحتاج الشركة لمدير منتجات ضليع ومواكب لكل هذه التطورات وبالتالي سيتغير توصيف مدير المنتج الوظيفي إلى مدير منتج الذكاء الاصطناعي، فما الفرق بنيهما؟ وما هو دور مدير منتج الذكاء الاصطناعي بالضبط؟ لنتعرف سويةً.

ما هو دور مدير منتج الذكاء الاصطناعي؟

كما نعلم، يعتمد الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والتعلم العميق بشكل أساسي على البيانات، فهي المفتاح لكل شيء ومن دونها ستغدو خوارزميات الذكاء الاصطناعي بلا معنى.

يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل إدارة المنتجات وتحديدًا المنتجات البرمجية، حيث سيساعدك الذكاء الاصطناعي بعدة طرق، إذ إن أغلب مديري المنتجات البرمجية يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل أو بآخر، إضافة إلى تطوير استراتيجية منتج، وبشكل عام لا بد من تكوين فهم عام للذكاء الاصطناعي لكي تتمكن من طرح الأسئلة الصحيحة.

يتشارك مدير منتج الذكاء الاصطناعي ومدير المنتج بشكل عام بعضًا من المهام، ولكن يزيد الذكاء الاصطناعي من هذه المهام على النحو التالي:

• مدخلات إضافية: يعمل مدير منتج الذكاء الاصطناعي مع مختصي علم البيانات ومهندسي البيانات إضافة لفريق المنتج والزبائن، وبالتالي يحتاج مدير منتج الذكاء الاصطناعي إلى القدرة على تسليم متطلبات ذكاء اصطناعي لفريق البيانات بشكل فعال.
• تخطيط المشاكل: على الرغم من كونها مهارة مطلوبة من مدير المنتج بشكل عام، إلا أن العبء يزداد على مدير منتج الذكاء الاصطناعي من خلال محافظته على فكرة حل مشكلات المستخدم من خلال توجيه الذكاء الاصطناعي لتحقيق هذا الهدف.
• فهم البيانات: من المهارات الأساسية أيضًا لدى أي مدير منتج هي معرفة الأسئلة الواجب طرحها للحصول على بيانات المستخدم، وفي حالة الذكاء الاصطناعي لابد من معرفة أساسية بنماذج الذكاء الاصطناعي والبيانات.
• التواصل: كتخطيط المشاكل، يعتبر التواصل من أساسيات أي مدير منتج، وبالطبع لا بد من أن يمتلك مدير منتج الذكاء الاصطناعي قدرًا عاليًا من مهارات التواصل، حيث يشكل التواصل الفعال عاملًا جوهريًا في إدارة منتجات الذكاء الاصطناعي، فتبعًا لبعض الخبراء، يمكن توصيف مديرو منتج الذكاء الاصطناعي كالمترجمين، لأنهم يبنون جسورًا بين لغة البيانات ولغة تطوير المنتج.

• معايير القبول: لابد من أن يعلم مدير منتج الذكاء الاصطناعي كل ما يتعلق بدقة نتائج النماذج وكيفية قبول هذه النتائج.
• الشرح: كما تعلم، تعتبر الثقة من أبجديات عالم الأعمال، فأنت بحاجة لأن يثق مستخدموك أو زبائنك بالنجاح الذي وعدتهم به، وفي حالة الذكاء الاصطناعي يقع على عاتقك التوضيح للزبائن فكرة القرار المبني على الذكاء الاصطناعي لتضمن ثقتهم بمنتجك.
• المبادئ: لابد من أن يُذكّر مدير منتج الذكاء الاصطناعي نفسه وفريقه أيضًا، بأنه مع القدرة الكبيرة تأتي المسؤولية الكبيرة.

عليك إذاً أن تبقي في ذهنك أن تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي مستمرون معنا، وسيستمر تفاعلهم مع العالم، وبالتالي عليك أن تعلم كيفية استثمارهم لزيادة نجاح منتجك، إضافة لضرورة الاكتشاف والتعمق في البيانات أولًا لتحديد احتياجات العمل، بالمختصر عليك أن:

• تعرف الأسئلة الصحيحة وكيفية طرحها على الزبائن.
• تحرص على التعاون الفعال مع مختلف الفرق.
• الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لفهم الزبائن بشكل أفضل.
• تقبل الفشل، والتعلم من تلك المحاولات لتطوير قدراتك.
• في النهاية، ستجد نفسك في وقت ما أنك بحاجة كمدير منتج لأن تمتلك هذه المهارات أو كشركة لأن توجه مدير منتجك ليمتلك هذه المهارات، فالوقت هنا لصالح الذكاء الاصطناعي وليس لصالحك.