يمكن تعريف الرموز غير القابلة للاستبدال على أنها إثبات رقمي لملكية الفرد لأي شيء، سواء كان لوحة فنية، أو صورة ملتقطة ذاتيًا (Selfie)، أو حتى تغريدة على تويتر.
تقنيًا، تستخدم هذه الرموز نفس التقنيات المستخدمة مع سلاسل الكتل Blockchains مثل العملات الرقمية كالبيتكوين والإيثر.
شهدت هذه الرموز استخدامًا واسعًا، وأحدثت صدى كبيرًا في العالم الرقمي، فأمست حديث الجميع، ورأينا كيف قام بعضهم بتحقيق أرباح منها وصلت لملايين الدولارات. لكن، هل يمكن تطبيق هذه الرموز في مجالات أخرى كالمجال التعليمي، وكيف تحقق المؤسسات التعليمية الاستفادة من ال NFTs؟
يمكن لأي شخص أن يستخدم هذه الرموز من خلال سلسلة من الخطوات تمكنك من ترميز أي ملف ومن ثم رفعه على أحد المنصّات المخصصّة مثل OpenSea، وكل ما عليك القيام به هو الحصول على محفظة رقمية وبعض العملات الرقمية حسب المنصة التي ستستخدمها.
ولابد لي من أن أوضح أن ال NFT نفسها ليست اللوحة أو التغريدة، بل رموز فريدة من نوعها لا يمكن نسخها ولا تقسيمها، تخزن في سلسلة كتل تستخدم لإثبات ملكية الشخص للملف، ومن خلال سلاسل الكتل يمكنك تحقيق الأرباح منها وبيعها.
يخطأ البعض في الخلط ما بين هذه الرموز والعملات الرقمية، ولتوضيح الفرق بينهما سنفترض أنه لديك أغراض بقيمة 100 دولار، يمكنك تقسيم قيمة كل غرض على حدة وسيبقى محافظًا على قيمته، ولكن لا يمكنك توزيع لوحات فنية كالموناليزا، فهناك لوحة واحدة فقط أصلية رسمها دافنشي، تقابل العملات الرقمية فاتورة ال 100 دولار بينما ال NFT فتقابل لوحة الموناليزا.
اقرأ أيضًا: البحث عن الإبداع: هل سيمتلك الذكاء الاصطناعي عبقرية بيتهوفن ولمسة فان جوخ؟
ما هي إذًا استخدامات ال NFT في التعليم؟ من الممكن ألا تبدو هذه الاستخدامات واضحة بشكل مباشر للبعض، إلا أنه يمكن الاستفادة منها في نواحي عديدة، وهناك بعض الجامعات والمؤسسات التعليمية بدأت بذلك فعلًا، فأمست هذه الرموز حديث الجميع تقريبًا في القطاع التعليمي.
لنعد قليلاً لطبيعة الNFT، فهي رموز توثق -عن طريق سلسلة الكتل- ملكية الشخص لشيء ما، وبالتالي تلائم هذه الطبيعة شهادات التخرج، والدرجات التعليمية، ويقلل استخدامها الوقوع في الأخطاء عند توثيق الشهادات وسجلات الطلاب.
أثارت هذه الرموز فضول الكثير من المؤسسات التعليمية العالمية منها Massachusetts Institute of Technology (MIT)، والتي تعتبر الرائدة في تطبيق الNFT داخل أروقتها، فأنشأت شبكة عالمية تضم عددًا من الجامعات تحت اسم Digital Credentials Consortium، وهي عبارة عن نظام لتحديد الدرجات الأكاديمية يمكن للموظفين الوصول إليه للتأكد والتحقق من هذه الدرجات، كما أجرت MIT أبحاثًا عن استخدام سلاسل الكتل لمصادقة الشهادات الجامعية.
لم يقتصر استخدام ال NFT من قبل MIT، حيث أعطت جامعة دوك Duke درجات تعليمية لطلابها في برنامج الدراسات العليا في تقنيات المحاسبة على شكل NFT.
وما بين إعطاء الدرجات وتوثيق الشهادات، طبقّت عدة جامعات ومؤسسات تعليمية طرقًا مختلفة لاستخدام الرموز غير القابلة للاستبدال، فمنها من أعطى تقييما لأداء الطالب بواسطة ال NFT، وسمح بعض المدرسين للطلاب بتقييم أداء المدرس عن طريق ال NFT، استخدمها البعض أيضًا لتحديد نجاح الطالب في مقرر ما أو رسوبه، من خلال تضمين جميع معلومات أداء الطالب بواسطتها.
مازلنا داخل الصفوف الدراسية ولم نخرج منها، في الواقع لا يمكن حصر تطبيق ال NFT داخلها، فخارج جدران هذه الغرف تبرز العديد من المشاكل مثل فقدان سجلات الطلبة ودرجاتهم، مما يُبرز الدور الهام الذي تقوم به ال NFT بالمحافظة على هذه السجلات وإمكانية العودة لها بأي وقت.
لا يمكنني استثناء الطلاّب من الصورة عند الحديث عن القطاع التعليمي، فحقوق الملكية لمشاريع الطلاّب -خلال مسارهم التعليمي- معرضة للانتهاك، وبفضل الNFT أصبح من الممكن مشاركة هذه المشاريع مع ضمان معرفة مالكها الأصلي، ينطبق الأمر ذاته على الباحثين ومنشوراتهم العلمية.
بعيدًا عن السجلات والدرجات الموثقة من المؤسسات التعليمية، ماذا عن إنجازات الطالب ومهاراته وخبراته المكتسبة من المشاريع أو المساقات التعليمية عبر الإنترنت، هل توجد طريقة تثبت ذلك؟
تُجيب ال NFT عن جميع التساؤلات السابقة، فمن خلالها يمكن لأي شخص الاحتفاظ بإنجازاته ومشاريعه والمهارات التي اكتسبها مع ضمان حقوق الملكية لتلك المعلومات، مما يعطيه إثباتًا لما اكتسبه خارج جدران المؤسسات التعليمية.
اقرأ أيضًا: التعليم الجامعي والتعلم الذاتي، لمن الغلبة اليوم في سوق العمل؟
وبالطبع لابد لي أن أشير إلى المرحلة التي تسبق الدراسة الجامعية، فتستطيع المدارس وبشكل فعّال الاستفادة من الرموز غير القابلة للاستخدام، سواء بتسجيل درجات الطلاب، أو منحهم شهادات تقدير لتقدمهم، وكذلك تقييم المدرسين والطلّاب، ناهيك عن ضمان الاحتفاظ بسجلات وأداء الطالب دون تعديل أو تزوير.
لا نستطيع أن نغفل عن الجانب المظلم عند تطبيق هذه الرموز، فلها سلبيات كغيرها من التقنيات، وتنطلق سلبيات ال NFT من فكرة حقوق الملكية نفسها، وعلى الرغم من كونها تساؤلات، إلا أنه لا بد من أخذها بعين الاعتبار، فال NFT تضمن لك سجلًا دراسيًا غير قابل للتعديل، ولكن ماذا لو أخفى الطالب معلومات محددة عنه في هذه السجلات؟
يتفرع من السؤال السابق عدة نقاط لا بد من الانتباه إليها: أولها إمكانية التحكم بالمعلومات من قبل الطالب، وبالتالي اختياره لمعلومات معينة وإغفال أخرى، وأيضًا قدرة الطالب على التحكم بخصوصية هذه المعلومات بواسطة سلاسل الكتل، يقودنا ذلك إلى الكيفية التي يُصمّم بها النظام التعليمي المبني على ال NFTالذي يحمي خصوصية المعلومات بشكل تلقائي.
في النهاية، ومع تطور هذه التقنية والمغريات الكثيرة التي تقدمها للجميع سواء للفنانين أو غيرهم، وبالتطبيق الصحيح لها بعيدًا عن استغلالها بطرق ملتوية، يمكن أن نشهد في المستقبل تحول كل شيء إلى NFT، لتصبح طريقة تعاملنا الأساسية في العالم الرقمي.
يمكن تعريف الرموز غير القابلة للاستبدال على أنها إثبات رقمي لملكية الفرد لأي شيء، سواء كان لوحة فنية، أو صورة ملتقطة ذاتيًا (Selfie)، أو حتى تغريدة على تويتر.
تقنيًا، تستخدم هذه الرموز نفس التقنيات المستخدمة مع سلاسل الكتل Blockchains مثل العملات الرقمية كالبيتكوين والإيثر.
شهدت هذه الرموز استخدامًا واسعًا، وأحدثت صدى كبيرًا في العالم الرقمي، فأمست حديث الجميع، ورأينا كيف قام بعضهم بتحقيق أرباح منها وصلت لملايين الدولارات. لكن، هل يمكن تطبيق هذه الرموز في مجالات أخرى كالمجال التعليمي، وكيف تحقق المؤسسات التعليمية الاستفادة من ال NFTs؟
يمكن لأي شخص أن يستخدم هذه الرموز من خلال سلسلة من الخطوات تمكنك من ترميز أي ملف ومن ثم رفعه على أحد المنصّات المخصصّة مثل OpenSea، وكل ما عليك القيام به هو الحصول على محفظة رقمية وبعض العملات الرقمية حسب المنصة التي ستستخدمها.
ولابد لي من أن أوضح أن ال NFT نفسها ليست اللوحة أو التغريدة، بل رموز فريدة من نوعها لا يمكن نسخها ولا تقسيمها، تخزن في سلسلة كتل تستخدم لإثبات ملكية الشخص للملف، ومن خلال سلاسل الكتل يمكنك تحقيق الأرباح منها وبيعها.
يخطأ البعض في الخلط ما بين هذه الرموز والعملات الرقمية، ولتوضيح الفرق بينهما سنفترض أنه لديك أغراض بقيمة 100 دولار، يمكنك تقسيم قيمة كل غرض على حدة وسيبقى محافظًا على قيمته، ولكن لا يمكنك توزيع لوحات فنية كالموناليزا، فهناك لوحة واحدة فقط أصلية رسمها دافنشي، تقابل العملات الرقمية فاتورة ال 100 دولار بينما ال NFT فتقابل لوحة الموناليزا.
اقرأ أيضًا: البحث عن الإبداع: هل سيمتلك الذكاء الاصطناعي عبقرية بيتهوفن ولمسة فان جوخ؟
ما هي إذًا استخدامات ال NFT في التعليم؟ من الممكن ألا تبدو هذه الاستخدامات واضحة بشكل مباشر للبعض، إلا أنه يمكن الاستفادة منها في نواحي عديدة، وهناك بعض الجامعات والمؤسسات التعليمية بدأت بذلك فعلًا، فأمست هذه الرموز حديث الجميع تقريبًا في القطاع التعليمي.
لنعد قليلاً لطبيعة الNFT، فهي رموز توثق -عن طريق سلسلة الكتل- ملكية الشخص لشيء ما، وبالتالي تلائم هذه الطبيعة شهادات التخرج، والدرجات التعليمية، ويقلل استخدامها الوقوع في الأخطاء عند توثيق الشهادات وسجلات الطلاب.
أثارت هذه الرموز فضول الكثير من المؤسسات التعليمية العالمية منها Massachusetts Institute of Technology (MIT)، والتي تعتبر الرائدة في تطبيق الNFT داخل أروقتها، فأنشأت شبكة عالمية تضم عددًا من الجامعات تحت اسم Digital Credentials Consortium، وهي عبارة عن نظام لتحديد الدرجات الأكاديمية يمكن للموظفين الوصول إليه للتأكد والتحقق من هذه الدرجات، كما أجرت MIT أبحاثًا عن استخدام سلاسل الكتل لمصادقة الشهادات الجامعية.
لم يقتصر استخدام ال NFT من قبل MIT، حيث أعطت جامعة دوك Duke درجات تعليمية لطلابها في برنامج الدراسات العليا في تقنيات المحاسبة على شكل NFT.
وما بين إعطاء الدرجات وتوثيق الشهادات، طبقّت عدة جامعات ومؤسسات تعليمية طرقًا مختلفة لاستخدام الرموز غير القابلة للاستبدال، فمنها من أعطى تقييما لأداء الطالب بواسطة ال NFT، وسمح بعض المدرسين للطلاب بتقييم أداء المدرس عن طريق ال NFT، استخدمها البعض أيضًا لتحديد نجاح الطالب في مقرر ما أو رسوبه، من خلال تضمين جميع معلومات أداء الطالب بواسطتها.
مازلنا داخل الصفوف الدراسية ولم نخرج منها، في الواقع لا يمكن حصر تطبيق ال NFT داخلها، فخارج جدران هذه الغرف تبرز العديد من المشاكل مثل فقدان سجلات الطلبة ودرجاتهم، مما يُبرز الدور الهام الذي تقوم به ال NFT بالمحافظة على هذه السجلات وإمكانية العودة لها بأي وقت.
لا يمكنني استثناء الطلاّب من الصورة عند الحديث عن القطاع التعليمي، فحقوق الملكية لمشاريع الطلاّب -خلال مسارهم التعليمي- معرضة للانتهاك، وبفضل الNFT أصبح من الممكن مشاركة هذه المشاريع مع ضمان معرفة مالكها الأصلي، ينطبق الأمر ذاته على الباحثين ومنشوراتهم العلمية.
بعيدًا عن السجلات والدرجات الموثقة من المؤسسات التعليمية، ماذا عن إنجازات الطالب ومهاراته وخبراته المكتسبة من المشاريع أو المساقات التعليمية عبر الإنترنت، هل توجد طريقة تثبت ذلك؟
تُجيب ال NFT عن جميع التساؤلات السابقة، فمن خلالها يمكن لأي شخص الاحتفاظ بإنجازاته ومشاريعه والمهارات التي اكتسبها مع ضمان حقوق الملكية لتلك المعلومات، مما يعطيه إثباتًا لما اكتسبه خارج جدران المؤسسات التعليمية.
اقرأ أيضًا: التعليم الجامعي والتعلم الذاتي، لمن الغلبة اليوم في سوق العمل؟
وبالطبع لابد لي أن أشير إلى المرحلة التي تسبق الدراسة الجامعية، فتستطيع المدارس وبشكل فعّال الاستفادة من الرموز غير القابلة للاستخدام، سواء بتسجيل درجات الطلاب، أو منحهم شهادات تقدير لتقدمهم، وكذلك تقييم المدرسين والطلّاب، ناهيك عن ضمان الاحتفاظ بسجلات وأداء الطالب دون تعديل أو تزوير.
لا نستطيع أن نغفل عن الجانب المظلم عند تطبيق هذه الرموز، فلها سلبيات كغيرها من التقنيات، وتنطلق سلبيات ال NFT من فكرة حقوق الملكية نفسها، وعلى الرغم من كونها تساؤلات، إلا أنه لا بد من أخذها بعين الاعتبار، فال NFT تضمن لك سجلًا دراسيًا غير قابل للتعديل، ولكن ماذا لو أخفى الطالب معلومات محددة عنه في هذه السجلات؟
يتفرع من السؤال السابق عدة نقاط لا بد من الانتباه إليها: أولها إمكانية التحكم بالمعلومات من قبل الطالب، وبالتالي اختياره لمعلومات معينة وإغفال أخرى، وأيضًا قدرة الطالب على التحكم بخصوصية هذه المعلومات بواسطة سلاسل الكتل، يقودنا ذلك إلى الكيفية التي يُصمّم بها النظام التعليمي المبني على ال NFTالذي يحمي خصوصية المعلومات بشكل تلقائي.
في النهاية، ومع تطور هذه التقنية والمغريات الكثيرة التي تقدمها للجميع سواء للفنانين أو غيرهم، وبالتطبيق الصحيح لها بعيدًا عن استغلالها بطرق ملتوية، يمكن أن نشهد في المستقبل تحول كل شيء إلى NFT، لتصبح طريقة تعاملنا الأساسية في العالم الرقمي.