المباراة النهائية بين الأرجنتين وإنكلترا في كأس العالم 1986، اعترض مدافع الفريق الإنكليزي الكرة في الهواء فعادت إلى حارسه، فوثب مارادونا عاليًا، محاولًا أن يضرب الكرة برأسه، فلم يسعفه قصر قامته، فاستعان بيده ليحرز هدفًا لا ينسى.
من المؤكد أنّك تعرف تقنية VAR الشهيرة أو Video Assistant Referee والتي تعرض إعادة حركات معينة ببطء، للتأكد من هدف مشكوك في أمره، أو خطأ لم يلتفت إليه حكم الساحة أو أي مخالفات أخرى، وبالتالي يتم اتخاذ قرار بناءً على تلك المشاهدات، والتي قد لا ترضي المشجعين ولا اللاعبين في بعض الأحيان.
لو كانت هذه التقنية موجودة عام 1986 لتغير سير المباراة بشكل كامل، وربما لم يحرز المنتخب الأرجنتيني كأس العالم وقتها.
ولكن ما علاقة الذكاء الاصطناعي بكرة القدم وكأس العالم؟ لنتابع سويةً.
شهدت كرة القدم العديد من اللحظات التاريخية والتي مازلنا نتذكرها حتى يومنا هذا -كهدف ماردونا الشهير في 1986- ويحتاج المراقبون في مثل هذه اللحظة لأكبر قدر من المساعدة لاتخاذ قرار دقيق وعادل، وبالطبع لن يكون الذكاء الاصطناعي استثناءً ويمكن لهم أن يستعينوا به لاتخاذ القرار الذي تحدثت عنه سابقًا.
لم يفشل الذكاء الاصطناعي في إثبات قدرته على تقديم الحلول في أي مجال مهما كان ذلك المجال معقدًا، وفي كرة القدم الصعوبات كثيرة أمام المدربين، والحكام، واللاعبين، والمتابعين. فمثلًا، يبقى المدربون لأيام وشهور يشاهدون بدقة مباريات سابقة لتحليلها وتطوير الاستراتيجية الخاصة بهم.
إضافة لذلك، تزداد البيانات يومًا بعد يوم ويصبح تحليلها صعبًا لاستخلاص المعلومات الهامة، وبالتالي لابد من الاستعانة بالذكاء الاصطناعي ليقوم بهذه المهمة، فمن خلاله يتمكن المدربون من تصنيف البيانات واتخاذ القرارات وبناء استراتيجيات فريقهم بالاعتماد عليها.
يمكن للذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة، من تحديد تشكيلة اللاعبين في الفريق، إضافة إلى أخذ عدة سيناريوهات بعين الاعتبار قد لا تخطر على المدرب، ناهيك عن التوقع بناءً على الإحصائيات وما الذي سيحدث في المباراة، يشكل كل ذلك رؤية واضحة تمكن صاحبها من اتخاذ قرار مناسب.
بالعودة لكأس العالم وتقنية VAR تحديدًا وبعد أن تعرفّنا بشكل سريع على إمكانيات الذكاء الاصطناعي مع جماهير المستديرة، نجد أن FIFA أجرت العديد من التحسينات على هذه التقنية بمساعدة الذكاء الاصطناعي تحت مسمى تقنية منع التسلل Limb-Tracking Offside Technology.
تعتمد التقنية المذكورة سابقًا على الذكاء الاصطناعي والكاميرات الموزعة حول الملعب لمتابعة اللاعبين وتنشئ خطوط تسلل افتراضية، يشاهدها الحكام ليتمكنوا بعدها من اتخاذ قرار صحيح، وجاءت في الواقع هذه التحسينات بناءً على المشاكل التي واجهتها تقنية ال VAR المعتمدة حاليًا.
يتجلى دور الذكاء الاصطناعي في التقنية السابقة بإعطاء قياسات دقيقة وإنشاء خطوط التسلل الافتراضية والتي كانت تُرسم يدويا ومن ثم تُعطى النتيجة النهائية للحكم ليتخذ قراره، ولا يمكن إنكار الفرق بين القرار البشري والقرار المعتمد على الذكاء الاصطناعي.
القرار البشري لتحديد احتساب هدف ما من عدمه، يعتمد في النهاية على رؤية وتحليل المدرب للمباراة حتى مع التقنية الجديدة، وفي المقابل قد يكون القرار المعتمد على الذكاء الاصطناعي خاطئًا في حالات معنية، ولكن ترجح الكفة لقرار الذكاء الاصطناعي من ناحية السرعة وتحسين قرارات الحكام.
وبما أنني أتحدث عن الكاميرات وتسجيل المباراة فلا بد لي من مناقشة مشكلة جودة بث المباراة، والتي تؤثر على القرار، وهنا سيكون الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في حل هذه المشكلة من خلال توليد إحصائيات فورية تتضمن الأهداف المتوقعّة ومكان اللاعب على الشاشة.
يتحقق الحل السابق من خلال تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على مباريات قديمة، وباستخدام تعلم الآلة سيكون النموذج قادرًا على تحديد مكان اللاعب، وكذلك تحليل الأهداف التاريخية -مثل هدف مارادونا- لمعرفة كيف سُجلت هذه الأهداف، ناهيك عن اكتشاف نقاط الضعف والأخطاء وتصرفات اللاعبين في سيناريوهات معيّنة.
وبالتالي، وبتطور التقنيات المستمر من الممكن أن نشهد كأس العالم القادم ونحتفل بفوز فريقنا المفضل، ولكن سيكون الذكاء الاصطناعي هو الحكم، وربما سيكون مسؤولًا عن تشكيلة فريقك وخطة لعبهم.
ويبقى السؤال: هل كان مارادونا سيفلت من دقة الذكاء الاصطناعي عندما سجل هدفه الذي أحدث جدلًا كبيرًا في مونديال 1986؟
المباراة النهائية بين الأرجنتين وإنكلترا في كأس العالم 1986، اعترض مدافع الفريق الإنكليزي الكرة في الهواء فعادت إلى حارسه، فوثب مارادونا عاليًا، محاولًا أن يضرب الكرة برأسه، فلم يسعفه قصر قامته، فاستعان بيده ليحرز هدفًا لا ينسى.
من المؤكد أنّك تعرف تقنية VAR الشهيرة أو Video Assistant Referee والتي تعرض إعادة حركات معينة ببطء، للتأكد من هدف مشكوك في أمره، أو خطأ لم يلتفت إليه حكم الساحة أو أي مخالفات أخرى، وبالتالي يتم اتخاذ قرار بناءً على تلك المشاهدات، والتي قد لا ترضي المشجعين ولا اللاعبين في بعض الأحيان.
لو كانت هذه التقنية موجودة عام 1986 لتغير سير المباراة بشكل كامل، وربما لم يحرز المنتخب الأرجنتيني كأس العالم وقتها.
ولكن ما علاقة الذكاء الاصطناعي بكرة القدم وكأس العالم؟ لنتابع سويةً.
شهدت كرة القدم العديد من اللحظات التاريخية والتي مازلنا نتذكرها حتى يومنا هذا -كهدف ماردونا الشهير في 1986- ويحتاج المراقبون في مثل هذه اللحظة لأكبر قدر من المساعدة لاتخاذ قرار دقيق وعادل، وبالطبع لن يكون الذكاء الاصطناعي استثناءً ويمكن لهم أن يستعينوا به لاتخاذ القرار الذي تحدثت عنه سابقًا.
لم يفشل الذكاء الاصطناعي في إثبات قدرته على تقديم الحلول في أي مجال مهما كان ذلك المجال معقدًا، وفي كرة القدم الصعوبات كثيرة أمام المدربين، والحكام، واللاعبين، والمتابعين. فمثلًا، يبقى المدربون لأيام وشهور يشاهدون بدقة مباريات سابقة لتحليلها وتطوير الاستراتيجية الخاصة بهم.
إضافة لذلك، تزداد البيانات يومًا بعد يوم ويصبح تحليلها صعبًا لاستخلاص المعلومات الهامة، وبالتالي لابد من الاستعانة بالذكاء الاصطناعي ليقوم بهذه المهمة، فمن خلاله يتمكن المدربون من تصنيف البيانات واتخاذ القرارات وبناء استراتيجيات فريقهم بالاعتماد عليها.
يمكن للذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة، من تحديد تشكيلة اللاعبين في الفريق، إضافة إلى أخذ عدة سيناريوهات بعين الاعتبار قد لا تخطر على المدرب، ناهيك عن التوقع بناءً على الإحصائيات وما الذي سيحدث في المباراة، يشكل كل ذلك رؤية واضحة تمكن صاحبها من اتخاذ قرار مناسب.
بالعودة لكأس العالم وتقنية VAR تحديدًا وبعد أن تعرفّنا بشكل سريع على إمكانيات الذكاء الاصطناعي مع جماهير المستديرة، نجد أن FIFA أجرت العديد من التحسينات على هذه التقنية بمساعدة الذكاء الاصطناعي تحت مسمى تقنية منع التسلل Limb-Tracking Offside Technology.
تعتمد التقنية المذكورة سابقًا على الذكاء الاصطناعي والكاميرات الموزعة حول الملعب لمتابعة اللاعبين وتنشئ خطوط تسلل افتراضية، يشاهدها الحكام ليتمكنوا بعدها من اتخاذ قرار صحيح، وجاءت في الواقع هذه التحسينات بناءً على المشاكل التي واجهتها تقنية ال VAR المعتمدة حاليًا.
يتجلى دور الذكاء الاصطناعي في التقنية السابقة بإعطاء قياسات دقيقة وإنشاء خطوط التسلل الافتراضية والتي كانت تُرسم يدويا ومن ثم تُعطى النتيجة النهائية للحكم ليتخذ قراره، ولا يمكن إنكار الفرق بين القرار البشري والقرار المعتمد على الذكاء الاصطناعي.
القرار البشري لتحديد احتساب هدف ما من عدمه، يعتمد في النهاية على رؤية وتحليل المدرب للمباراة حتى مع التقنية الجديدة، وفي المقابل قد يكون القرار المعتمد على الذكاء الاصطناعي خاطئًا في حالات معنية، ولكن ترجح الكفة لقرار الذكاء الاصطناعي من ناحية السرعة وتحسين قرارات الحكام.
وبما أنني أتحدث عن الكاميرات وتسجيل المباراة فلا بد لي من مناقشة مشكلة جودة بث المباراة، والتي تؤثر على القرار، وهنا سيكون الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في حل هذه المشكلة من خلال توليد إحصائيات فورية تتضمن الأهداف المتوقعّة ومكان اللاعب على الشاشة.
يتحقق الحل السابق من خلال تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على مباريات قديمة، وباستخدام تعلم الآلة سيكون النموذج قادرًا على تحديد مكان اللاعب، وكذلك تحليل الأهداف التاريخية -مثل هدف مارادونا- لمعرفة كيف سُجلت هذه الأهداف، ناهيك عن اكتشاف نقاط الضعف والأخطاء وتصرفات اللاعبين في سيناريوهات معيّنة.
وبالتالي، وبتطور التقنيات المستمر من الممكن أن نشهد كأس العالم القادم ونحتفل بفوز فريقنا المفضل، ولكن سيكون الذكاء الاصطناعي هو الحكم، وربما سيكون مسؤولًا عن تشكيلة فريقك وخطة لعبهم.
ويبقى السؤال: هل كان مارادونا سيفلت من دقة الذكاء الاصطناعي عندما سجل هدفه الذي أحدث جدلًا كبيرًا في مونديال 1986؟