المركبات ذاتية القيادة: هل تهدد هذه التكنولوجيا قطاع النقل والعاملين فيه؟

فرح عيد
فرح عيد
July 27, 2022

تُقابَل التكنولوجيا الجديدة بالخوف عند ظهورها، ولا يختلف ما تواجهه السيارات ذاتية القيادة الآن عما واجهته الروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، فما لبث أن وضِعت أول سيارة ذاتية القيادة موضع التنفيذ، حتى زادت قوائم الوظائف المرتبطة بالقيادة الذاتية بنسبة ازدياد سنوية بلغت 27% وفقًا لموقع ZipRecruiter للتوظيف عبر الإنترنت.[2]

إن التكنولوجيا الثورية التي ستقودها المركبات ذاتية القيادة لربما ستأثر سلبًا على بعض الوظائف كقيادة سيارة الأجرة مثلًا، لكنها ستخلق فرصًا أكبر في عدة قطاعات، فالاستثمار في هذا القطاع يقودنا نحو المزيد من الازدهار والتقدم في العديد من القطاعات الأخرى.

يزداد التوسع في أعداد الموظفين العاملين في القطاع أيضًا في العديد من الشركات الناشئة مثل Aurora التي توسعت خلال سنتين فقط من 3 موظفين إلى 150 موظفًا، ولحقتها شركة Zoox التي توسعت خلال 4 سنوات من أربعة موظفين إلى 520 موظفًا.[2]

يحتل مطورو ومهندسو البرمجيات المرتبة الأولى في التوظيف في قطاع المركبات ذاتية القيادة، بينما يأتي المهندسون الميكانيكيون في المرتبة الثانية، ومع التقدم في هذا القطاع، ستحتاج شركات السيارات المستقلة أيضًا إلى مزيد من العاملين لدعم تشغيل وصيانة السيارات ذاتية القيادة، بالإضافة إلى تزايد الطلب على مهندسي الشبكات، ومهندسي الكهرباء، ومصممي ومطوري UI/UX لبناء أساطيل السيارات ذاتية القيادة ومنصات التحكم الذاتي.[3]

اقرأ أيضًا: مستقبل قيادة السيارات: هل تغني المركبات ذاتية القيادة عن وجود السائق؟

قطاعات العمل التي تؤثر بها المركبات ذاتية القيادة

ستقضي السيارات ذاتية القيادة على بعض الوظائف، وهذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا، فهي تخلق أخرى، عبر تقليلها من هدر الوقت والمال في قطاع النقل بالشاحنات وسيارات الأجرة، وستجعل منه أمرًا أسرع وأرخص مما يؤدي إلى تحسين الوصول إلى فرص العمل الأفضل. من ناحية أخرى، سيتعين على السائقين التخلي عن دورهم الوظيفي وراء عجلة القيادة والالتحاق بوظائف أكثر نفعًا وأقل إهدارًا للوقت والجهد.[4]

تشمل القطاعات التي سوف تتأثر بالمركبات ذاتية القيادة ما يلي:

قطاع الاتصالات وإدارة البيانات

تُعد إدارة البيانات أمرًا ضروريًا لاتصال السيارات ذاتية القيادة بعضها مع بعض، إذ تُنتِج السيارات المستقلة كمية هائلة من البيانات، وستلعب شركات الاتصالات دورًا مهمًا في تسهيل تدفقها بين المركبات.

تحتاج المركبات ذاتية القيادة إلى المزيد من التدريب لزيادة الأمن الرقمي، بالإضافة إلى سلسلة من شبكات الدعم لمنع وصول المتسللين إلى المركبات ذاتية القيادة، كما سيتعين على علماء البيانات إنشاء شبكات متنقلة وثابتة لضمان سلامة وكفاءة أنظمة السيارات ذاتية القيادة.[1]

اقرأ أيضًا: هل سيقود علماء البيانات المركبات ذاتية القيادة؟

قطاع التسويق وقطاع الترفيه

بدلاً من إضاعة الوقت في الأزمات المرورية الخانقة على الطرقات والتركيز أثناء القيادة، سيستثمر الركاب وقتهم بأنشطة أخرى أثناء رحلتهم، كإنهاء بعض أعمالهم المكتبية، أو مشاهدة التلفزيون، أو لعب ألعاب الفيديو.

سيمثّل وقت الفراغ الذي يقضيه الأشخاص في المركبة فرصة ثمينة لمنشئي المحتوى وشركات التسويق لتطوير ونشر تقنيات جديدة لتتكامل مع لوحات القيادة الذاتية للسيارة لمساعدة المستهلكين على الاستمتاع بوقت قيادتهم بشكل أكبر.[1]

قطاع صناعة أشباه الموصلات والبطاريات

إن الحصول على البطاريات بجودة عالية لهو واحد من أكبر العقبات التي تحول دون انتشار استخدام السيارات ذاتية القيادة، ومع الطلب المتزايد على صناعة المركبات المستقلة، سنشهد ارتفاعًا ملحوظًا على طلب الخدمات في قطاعي المواد الكيميائية وإنتاج البطاريات، كما سيرتفع إنتاج الليثيوم بشكل كبير بمجرد وصول السيارات الكهربائية المستقلة إلى السوق بشكل نهائي.[1]

قطاع صناعة المعدات

مع ازدهار قطاع المركبات ذاتية القيادة، ستتنافس الشركات المختصة بتصنيع المعدات الأصلية على بيع المعدات للعديد من الشركات المنافسة في صناعة المركبات ذاتية القيادة، وسيواجهون صعوبة أكبر في توظيف الكفاءات والاحتفاظ بها، حيث سينتقل العُمَّال من ذوي الكفاءة إلى الشركات التي تتمتع بأفضل التقنيات أو الميزات الرئيسية الأخرى لتحقيق النمو في عملهم.[1]

قطاع النقل

وهو القطاع الأكثر تأثرًا بالمركبات ذاتية القيادة، حيث ستحسن هذه المركبات من الكفاءة الرديئة جدًا لهذا القطاع، كما ستوفر الشاحنات المستقلة وسيارات الأجرة ذاتية القيادة فرصًا كبيرة لخفض التكاليف والوقت والجهد والعبء على شركات النقل.[1]

اقرأ أيضًا: السيارات ذاتية القيادة والبيئة: أهم العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار

فرح عيد

باحثة في الطب الحيوي، مهتمة بالمعلوماتية الحيوية والبحث العلمي في علم الأورام السرطانية.

المركبات ذاتية القيادة: هل تهدد هذه التكنولوجيا قطاع النقل والعاملين فيه؟

My story with Phi
Bioinformatics and ROS for Robot Arm Specialization Courses
| Phi Science
فرح عيد
27 يوليو 2022

تُقابَل التكنولوجيا الجديدة بالخوف عند ظهورها، ولا يختلف ما تواجهه السيارات ذاتية القيادة الآن عما واجهته الروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، فما لبث أن وضِعت أول سيارة ذاتية القيادة موضع التنفيذ، حتى زادت قوائم الوظائف المرتبطة بالقيادة الذاتية بنسبة ازدياد سنوية بلغت 27% وفقًا لموقع ZipRecruiter للتوظيف عبر الإنترنت.[2]

إن التكنولوجيا الثورية التي ستقودها المركبات ذاتية القيادة لربما ستأثر سلبًا على بعض الوظائف كقيادة سيارة الأجرة مثلًا، لكنها ستخلق فرصًا أكبر في عدة قطاعات، فالاستثمار في هذا القطاع يقودنا نحو المزيد من الازدهار والتقدم في العديد من القطاعات الأخرى.

يزداد التوسع في أعداد الموظفين العاملين في القطاع أيضًا في العديد من الشركات الناشئة مثل Aurora التي توسعت خلال سنتين فقط من 3 موظفين إلى 150 موظفًا، ولحقتها شركة Zoox التي توسعت خلال 4 سنوات من أربعة موظفين إلى 520 موظفًا.[2]

يحتل مطورو ومهندسو البرمجيات المرتبة الأولى في التوظيف في قطاع المركبات ذاتية القيادة، بينما يأتي المهندسون الميكانيكيون في المرتبة الثانية، ومع التقدم في هذا القطاع، ستحتاج شركات السيارات المستقلة أيضًا إلى مزيد من العاملين لدعم تشغيل وصيانة السيارات ذاتية القيادة، بالإضافة إلى تزايد الطلب على مهندسي الشبكات، ومهندسي الكهرباء، ومصممي ومطوري UI/UX لبناء أساطيل السيارات ذاتية القيادة ومنصات التحكم الذاتي.[3]

اقرأ أيضًا: مستقبل قيادة السيارات: هل تغني المركبات ذاتية القيادة عن وجود السائق؟

قطاعات العمل التي تؤثر بها المركبات ذاتية القيادة

ستقضي السيارات ذاتية القيادة على بعض الوظائف، وهذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا، فهي تخلق أخرى، عبر تقليلها من هدر الوقت والمال في قطاع النقل بالشاحنات وسيارات الأجرة، وستجعل منه أمرًا أسرع وأرخص مما يؤدي إلى تحسين الوصول إلى فرص العمل الأفضل. من ناحية أخرى، سيتعين على السائقين التخلي عن دورهم الوظيفي وراء عجلة القيادة والالتحاق بوظائف أكثر نفعًا وأقل إهدارًا للوقت والجهد.[4]

تشمل القطاعات التي سوف تتأثر بالمركبات ذاتية القيادة ما يلي:

قطاع الاتصالات وإدارة البيانات

تُعد إدارة البيانات أمرًا ضروريًا لاتصال السيارات ذاتية القيادة بعضها مع بعض، إذ تُنتِج السيارات المستقلة كمية هائلة من البيانات، وستلعب شركات الاتصالات دورًا مهمًا في تسهيل تدفقها بين المركبات.

تحتاج المركبات ذاتية القيادة إلى المزيد من التدريب لزيادة الأمن الرقمي، بالإضافة إلى سلسلة من شبكات الدعم لمنع وصول المتسللين إلى المركبات ذاتية القيادة، كما سيتعين على علماء البيانات إنشاء شبكات متنقلة وثابتة لضمان سلامة وكفاءة أنظمة السيارات ذاتية القيادة.[1]

اقرأ أيضًا: هل سيقود علماء البيانات المركبات ذاتية القيادة؟

قطاع التسويق وقطاع الترفيه

بدلاً من إضاعة الوقت في الأزمات المرورية الخانقة على الطرقات والتركيز أثناء القيادة، سيستثمر الركاب وقتهم بأنشطة أخرى أثناء رحلتهم، كإنهاء بعض أعمالهم المكتبية، أو مشاهدة التلفزيون، أو لعب ألعاب الفيديو.

سيمثّل وقت الفراغ الذي يقضيه الأشخاص في المركبة فرصة ثمينة لمنشئي المحتوى وشركات التسويق لتطوير ونشر تقنيات جديدة لتتكامل مع لوحات القيادة الذاتية للسيارة لمساعدة المستهلكين على الاستمتاع بوقت قيادتهم بشكل أكبر.[1]

قطاع صناعة أشباه الموصلات والبطاريات

إن الحصول على البطاريات بجودة عالية لهو واحد من أكبر العقبات التي تحول دون انتشار استخدام السيارات ذاتية القيادة، ومع الطلب المتزايد على صناعة المركبات المستقلة، سنشهد ارتفاعًا ملحوظًا على طلب الخدمات في قطاعي المواد الكيميائية وإنتاج البطاريات، كما سيرتفع إنتاج الليثيوم بشكل كبير بمجرد وصول السيارات الكهربائية المستقلة إلى السوق بشكل نهائي.[1]

قطاع صناعة المعدات

مع ازدهار قطاع المركبات ذاتية القيادة، ستتنافس الشركات المختصة بتصنيع المعدات الأصلية على بيع المعدات للعديد من الشركات المنافسة في صناعة المركبات ذاتية القيادة، وسيواجهون صعوبة أكبر في توظيف الكفاءات والاحتفاظ بها، حيث سينتقل العُمَّال من ذوي الكفاءة إلى الشركات التي تتمتع بأفضل التقنيات أو الميزات الرئيسية الأخرى لتحقيق النمو في عملهم.[1]

قطاع النقل

وهو القطاع الأكثر تأثرًا بالمركبات ذاتية القيادة، حيث ستحسن هذه المركبات من الكفاءة الرديئة جدًا لهذا القطاع، كما ستوفر الشاحنات المستقلة وسيارات الأجرة ذاتية القيادة فرصًا كبيرة لخفض التكاليف والوقت والجهد والعبء على شركات النقل.[1]

اقرأ أيضًا: السيارات ذاتية القيادة والبيئة: أهم العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار

Bana-img

فرح عيد

باحثة في الطب الحيوي، مهتمة بالمعلوماتية الحيوية والبحث العلمي في علم الأورام السرطانية.