عالمٌ داخل عالمٍ: ماذا تعرف عن الميتافيرس Metaverse؟

ماريا حليمة
ماريا حليمة
April 26, 2022

تصور للحظة، أن عالمك الحالي، بل غرفة نومك الحالية، أصبحت عالمًا واسعًا، يفوق في مساحته حدود منزلك، ويفوق في روعته حدود خيالك، عالم غني، عالم "شبه" حقيقي. هل هذا تصور من خيالي جدًا؟ أم أن للتكنولوجيا رأي آخر؟

الميتافيرس – هو عالم مصنع خصيصًا لكي يمزج بين تقنية الواقع المعزز (Augmented Reality) والواقع الافتراضي (Virtual Reality) لبناء تجربة مميزة وفريدة من نوعها!

منذ بداية التسعينات، استمر الفضاء الإلكتروني (Cyberspace) في التطور بشكل سريع. مما أدى إلى إنشاء البيئات الافتراضية عن طريق الحاسوب بما في ذلك الشبكات الاجتماعية، ومؤتمرات الفيديو، والعوالم ثلاثية الأبعاد الافتراضية (على سبيل المثال: VR Chat)، وتطبيقات الواقع المعزز مثل (Pokémon Go). كل هذه البيئات الافتراضية بتنوعها واختلاف أسباب اختراعها، ساهمت في تغيير نظرتنا للواقع الحالي.

ميتافيرس كاتجاه تكنولوجي معاصر

تعمل هذه التقنية الجديدة على إدماج التطور الرقمي في كل جانب من الجوانب المادية في حياتنا.

الـ meta في هذا المصطلح تعني (تجاوز)، ومع كلمة Universe أي (الكون)، يقصد بها بشكل أساسي تكوين بيئة اصطناعية افتراضية مرتبطة بعالمنا الواقعي.

ذُكرت كلمة ميتافيرس لأول مرة في مشهد من فيلم الخيال العملي المسمى Snow Crash، من تأليف نيل ستيفنسون عام 1992. في هذه الرواية، يعرف ستيفنسون الـ meta verse كبيئة افتراضية ضخمة موازية للعالم المادي، حيث يتفاعل المستخدمون من خلال الصور الرمزية الرقمية.

منذ هذا الظهور الأول بدأ هذا المفهوم يتسع بشكل أكبر، ومع حلول جائحة كورونا، تغيرت نظرتنا لكثير من القوى العاملة العالمية تمامًا بما في ذلك الطريقة، والأماكن، والأدوات التي نعمل بها، لنكون منتجين.

استُخدمت هذه التقنية سابقًا لمنصات ألعاب الفيديو. ولذلك فإنه ليس من الغريب أن يكون لهذه التقنية هذه الضجة الهائلة، ولكنّ عدم وضوح استخداماتها وتأثيرها في حياتنا، حيّر أمر البشرية.

الميتافيرس: عالم اصطناعي يعمل بتقنية AR و VR

يهيئ الميتافيرس تجربة ثلاثية الأبعاد حتى يتمكن الناس من التفاعل مع بعضهم بعضًا، افتراضيًا لا فعليًا. إنه يدمج العالمين الحقيقي والافتراضي، مما يمنح المستخدمين مساحة ثلاثية الأبعاد للقاء والعمل والتسوق والقيام بكل ما في وسعهم على الإنترنت. كما يحب مارك زوكربيرج أن يسميها ب(الإنترنت المجسد).

من يستطيع الانضمام إلى Metaverse؟

الاتصال بشبكة الإنترنت أصبح شيئًا سهلًا، والانضمام إلى الميتافيرس يتمتع بالسهولة ذاتها. كل ما تحتاج إليه هو تحميل التطبيقات المخصصة لذلك، وارتداء نظارة تعمل بتقنية الواقع الافتراضي VR، مثال على ذلك: لعبة The Sandbox -واحدة من أشهر ألعاب الميتافيرس اللامركزية- حيث تسمح للمستخدمين بإنشاء وبناء عوالم افتراضية داخل العالم الرقمي.

a robot hand touches a human hand behind a mirror
عالمٌ داخل عالمٍ: ماذا تعرف عن الميتافيرس Metaverse؟ من يستطيع الانضمام إلى Metaverse ؟

الميتافيرس هو عالم افتراضي قابل للتشغيل التبادلي. قابلية التشغيل المتبادل هي عنصر أساسي فيه، مما يعني أن المعلومات يتم تبادلها بين الأنظمة المختلفة بسلاسة، لذلك فإن الدخول إلى هذا العالم أسهل مما تعتقد.

الميتافيرس والعمل

أصبح العمل عبر الإنترنت أمرًا عاديًا بالنسبة للكثيرين، ولذلك سيكون الميتافيرس مجرد استمرار لذلك التحول ومثال واضح على ذلك إنشاء مجموعات Horizon Workrooms من فيسبوك.

تحذو شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى مثل مايكروسوفت حذوها، ويمككنا أن نتوقع محاولة المزيد من الشركات إرسال موظفيها إلى الميتافيرس. ومن المتوقع أيضًا أنه خلال أقل من عشر سنوات، سيتم استخدام الواقع الافتراضي في 23 مليون وظيفة حول العالم، وبالتالي، سنجد دخولًا هائلًا إلى الميتافيرس.

قد تساعد الأفكار التي تعمل بهذه التقنية على تنظيم حياتنا كأفراد وكمجتمعات لتكون أكثر إنتاجية، حيث يمكن أن تساعد المعايير والبروتوكولات المشتركة التي تجلب عوالم افتراضية متباينة في الحد من الجهود المبذولة، وتحسين العمل الجماعي.

مستقبل الميتافيرس

لا يزال هناك الكثير من العقبات التقنية التي يجب التغلب عليها، بدءًا من حقيقة أن العالم ليس لديه بنية تحتية عبر الإنترنت يمكن أن تحافظ على الملايين (أو حتى المليارات) من الأشخاص الذين يستخدمون هذا العالم.

ما يعد الاتصال بالإنترنت غير المنقطع والموثوق، لبنة أساسية. وبالرغم من التحديات االكثيرة التي تواجه عالمنا الحالي لمحاولة دمج الميتافيرس مع عالمنا الواقعي، إلا أنه هناك تخطيط واضح من الشركات التكنولوجية مثل أبل وجوجل لتفعيل هذه التقنية، والسعي لإشراك التكنولوجيات الناشئة والتقدمية.

نستطيع أن نقول أنه باستخدام هذه التقنية، سيكون مستقبلنا الرقمي أكثر تفاعلية، وأكثر حيوية، وأكثر تجسيدًا، وأكثر تعددًا للوسائط، بسبب وجود أجهزة حوسبة قوية وأجهزة ذكية.

ماريا حليمة

طالبة في السنة الأخيرة في كلية الصيدلة، جامعة القاهرة. تلميذة وعضو في الفريق البحثي في شبكة IVPN

عالمٌ داخل عالمٍ: ماذا تعرف عن الميتافيرس Metaverse؟

My story with Phi
Bioinformatics and ROS for Robot Arm Specialization Courses
| Phi Science
ماريا حليمة
26 أبريل 2022

تصور للحظة، أن عالمك الحالي، بل غرفة نومك الحالية، أصبحت عالمًا واسعًا، يفوق في مساحته حدود منزلك، ويفوق في روعته حدود خيالك، عالم غني، عالم "شبه" حقيقي. هل هذا تصور من خيالي جدًا؟ أم أن للتكنولوجيا رأي آخر؟

الميتافيرس – هو عالم مصنع خصيصًا لكي يمزج بين تقنية الواقع المعزز (Augmented Reality) والواقع الافتراضي (Virtual Reality) لبناء تجربة مميزة وفريدة من نوعها!

منذ بداية التسعينات، استمر الفضاء الإلكتروني (Cyberspace) في التطور بشكل سريع. مما أدى إلى إنشاء البيئات الافتراضية عن طريق الحاسوب بما في ذلك الشبكات الاجتماعية، ومؤتمرات الفيديو، والعوالم ثلاثية الأبعاد الافتراضية (على سبيل المثال: VR Chat)، وتطبيقات الواقع المعزز مثل (Pokémon Go). كل هذه البيئات الافتراضية بتنوعها واختلاف أسباب اختراعها، ساهمت في تغيير نظرتنا للواقع الحالي.

ميتافيرس كاتجاه تكنولوجي معاصر

تعمل هذه التقنية الجديدة على إدماج التطور الرقمي في كل جانب من الجوانب المادية في حياتنا.

الـ meta في هذا المصطلح تعني (تجاوز)، ومع كلمة Universe أي (الكون)، يقصد بها بشكل أساسي تكوين بيئة اصطناعية افتراضية مرتبطة بعالمنا الواقعي.

ذُكرت كلمة ميتافيرس لأول مرة في مشهد من فيلم الخيال العملي المسمى Snow Crash، من تأليف نيل ستيفنسون عام 1992. في هذه الرواية، يعرف ستيفنسون الـ meta verse كبيئة افتراضية ضخمة موازية للعالم المادي، حيث يتفاعل المستخدمون من خلال الصور الرمزية الرقمية.

منذ هذا الظهور الأول بدأ هذا المفهوم يتسع بشكل أكبر، ومع حلول جائحة كورونا، تغيرت نظرتنا لكثير من القوى العاملة العالمية تمامًا بما في ذلك الطريقة، والأماكن، والأدوات التي نعمل بها، لنكون منتجين.

استُخدمت هذه التقنية سابقًا لمنصات ألعاب الفيديو. ولذلك فإنه ليس من الغريب أن يكون لهذه التقنية هذه الضجة الهائلة، ولكنّ عدم وضوح استخداماتها وتأثيرها في حياتنا، حيّر أمر البشرية.

الميتافيرس: عالم اصطناعي يعمل بتقنية AR و VR

يهيئ الميتافيرس تجربة ثلاثية الأبعاد حتى يتمكن الناس من التفاعل مع بعضهم بعضًا، افتراضيًا لا فعليًا. إنه يدمج العالمين الحقيقي والافتراضي، مما يمنح المستخدمين مساحة ثلاثية الأبعاد للقاء والعمل والتسوق والقيام بكل ما في وسعهم على الإنترنت. كما يحب مارك زوكربيرج أن يسميها ب(الإنترنت المجسد).

من يستطيع الانضمام إلى Metaverse؟

الاتصال بشبكة الإنترنت أصبح شيئًا سهلًا، والانضمام إلى الميتافيرس يتمتع بالسهولة ذاتها. كل ما تحتاج إليه هو تحميل التطبيقات المخصصة لذلك، وارتداء نظارة تعمل بتقنية الواقع الافتراضي VR، مثال على ذلك: لعبة The Sandbox -واحدة من أشهر ألعاب الميتافيرس اللامركزية- حيث تسمح للمستخدمين بإنشاء وبناء عوالم افتراضية داخل العالم الرقمي.

a robot hand touches a human hand behind a mirror
عالمٌ داخل عالمٍ: ماذا تعرف عن الميتافيرس Metaverse؟ من يستطيع الانضمام إلى Metaverse ؟

الميتافيرس هو عالم افتراضي قابل للتشغيل التبادلي. قابلية التشغيل المتبادل هي عنصر أساسي فيه، مما يعني أن المعلومات يتم تبادلها بين الأنظمة المختلفة بسلاسة، لذلك فإن الدخول إلى هذا العالم أسهل مما تعتقد.

الميتافيرس والعمل

أصبح العمل عبر الإنترنت أمرًا عاديًا بالنسبة للكثيرين، ولذلك سيكون الميتافيرس مجرد استمرار لذلك التحول ومثال واضح على ذلك إنشاء مجموعات Horizon Workrooms من فيسبوك.

تحذو شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى مثل مايكروسوفت حذوها، ويمككنا أن نتوقع محاولة المزيد من الشركات إرسال موظفيها إلى الميتافيرس. ومن المتوقع أيضًا أنه خلال أقل من عشر سنوات، سيتم استخدام الواقع الافتراضي في 23 مليون وظيفة حول العالم، وبالتالي، سنجد دخولًا هائلًا إلى الميتافيرس.

قد تساعد الأفكار التي تعمل بهذه التقنية على تنظيم حياتنا كأفراد وكمجتمعات لتكون أكثر إنتاجية، حيث يمكن أن تساعد المعايير والبروتوكولات المشتركة التي تجلب عوالم افتراضية متباينة في الحد من الجهود المبذولة، وتحسين العمل الجماعي.

مستقبل الميتافيرس

لا يزال هناك الكثير من العقبات التقنية التي يجب التغلب عليها، بدءًا من حقيقة أن العالم ليس لديه بنية تحتية عبر الإنترنت يمكن أن تحافظ على الملايين (أو حتى المليارات) من الأشخاص الذين يستخدمون هذا العالم.

ما يعد الاتصال بالإنترنت غير المنقطع والموثوق، لبنة أساسية. وبالرغم من التحديات االكثيرة التي تواجه عالمنا الحالي لمحاولة دمج الميتافيرس مع عالمنا الواقعي، إلا أنه هناك تخطيط واضح من الشركات التكنولوجية مثل أبل وجوجل لتفعيل هذه التقنية، والسعي لإشراك التكنولوجيات الناشئة والتقدمية.

نستطيع أن نقول أنه باستخدام هذه التقنية، سيكون مستقبلنا الرقمي أكثر تفاعلية، وأكثر حيوية، وأكثر تجسيدًا، وأكثر تعددًا للوسائط، بسبب وجود أجهزة حوسبة قوية وأجهزة ذكية.

Bana-img

ماريا حليمة

طالبة في السنة الأخيرة في كلية الصيدلة، جامعة القاهرة. تلميذة وعضو في الفريق البحثي في شبكة IVPN